خلق التغافل، وحاجة الناس إليه

الشيخ أ.د عبدالله بن محمد الطيار

2025-12-05 - 1447/06/14 2025-12-07 - 1447/06/16
عناصر الخطبة
1/الكمال في المخلوق محال 2/من صفات المتغافل 3/مواطن يتأكد فيها التغافل 4/من نماذج المتغافلين

اقتباس

كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى خُلُقِ التَّغَافُلِ في مُجْتَمَعِنَا الْيَوْم، فَكَمْ مِنْ أَرْحَامٍ قُطِّعَتْ، بِكَلِمَةٍ لَمْ تُمَرِّرْهَا الأُذُنُ، أَوْ مَشْهَدٍ لَمْ نَغُضَّ الطَّرْفَ عَنْهُ، أَوْ زَلَّةٍ اسْتَفَاضَ الحْدَيِثُ عَنْهَا، وَكَمْ مِنْ بُيُوتٍ هُدِّمَتْ، وَأُسَرٍ شُرِّدَتْ، بِسَبَبِ زَوْجٍ نَقَّادٍ بَحَّاثٍ، وَزَوْجَةٍ تَحْتَفِظُ بِالزَّلاتِ، وَتَجْمَعُ الْهَفَوَاتٍ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ فَالِقِ الْحَبَّ والنَّوَى، مُدَبِّرِ الْكَوْن وَمَا حَوَى، أَحْمَدُهُ -سُبْحَانَهُ- شَدِيدُ الْقُوَى، خَلَقَ الأَرْضَ والسَّمَاوَاتِ الْعُلَى، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى، وَأَشْهَدُ أن لا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

أمّا بعدُ: فاتّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-؛ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)[القمر: 54 - 55].

 

 أيُّهَا المؤمنُونَ: إنَّ العَاقِلَ يَعْلَمُ بِالضَّرُورَةِ أنَّ الكَمَالَ في المخْلُوقَاتِ مُحَالٌ، وَضَرْبٌ مِنَ الأَوْهَامِ وَالْخَيَالِ، ولا يَنْفَكُّ مَخْلُوقٌ عَنْ كَمَالٍ وَنَقْصٍ، وَقُبْحٍ وَحُسْنٍ، فَمَنْ رَاحَ يُنَقِّبُ عَن الْهَفَوَاتِ، وَيَسْتَوْفي النَّقَائِصَ والزَّلاتِ، كَانَ كَمَنْ يَنْفُثُ في الرَّمَادِ، أَمَّا الْعَاقِل الموَفَّق فَهُوَ الَّذِي يَتَغَافَلُ وَيَتَغَاضَى، وَيَتَجَاهَلُ وَيَتَنَاسَى، فَقَدْ كَانَتْ قُرَيْشٌ تقول مُذَمَّمًا بَدَلاً مِنْ مُحَمَّدٍ، اسْتِهْزَاءً وَسُخْرِيَةً من النبي، فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "أَلا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ ولَعْنَهُم؟! يَشتِمونَ مُذَمَّمًا ويلعَنونَ مُذَمَّمًا، وأنا محمَّدٌ"(أخرجه البخاري).

 

عباد الله: وَالتَّغَافُلُ دَلِيلُ المُرُوءَةِ، وعُنْوَانُ الْكَرَمِ والسُّؤْدَدِ، وَمَنْ تَغَافَلَ عَنِ الزَّلاتِ وَالْهَنَّاتِ، وَغَضَّ بَصَرَهُ عَنْ تَتَبُّعِ الأَحْوَالِ، وَالتَّفْتِيشِ عَنِ الأَقْوَالِ، سَلِمَ لَهُ دِينُهُ وَعِرْضُه، وَأَلْقَى اللهُ مَحَبَّتَهُ في قُلُوبِ الْعِبَادِ، وَالمُتَغَافِلُ هُوَ الَّذِي يَضَعُ الأُمُورَ فِي نِصَابِهَا، فَيَتَغَاضَى عَنِ الصَّغَائِرِ وَالْهَفَوَاتِ، وَلا يَلْتَفِتُ لِلأَخْطَاءِ إِلا بِقَدْرِ إِصْلاحِهَا بِرِفْقٍ وَأَنَاةٍ، دُونَ نَقْدٍ لاذِعٍ، أَوْ تَوْجِيهٍ صَارِمٍ، أَوْ تَوْبِيخٍ جَارِحٍ، يَقُولُ أَنَسٌ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "خَدَمْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ سِنِينَ، فَما قالَ لِي: أُفٍّ، ولا لِمَ صَنَعْتَ؟ ولا ألّا صَنَعْتَ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَالمُتَغَافِلُ كَالنَّحْلَةِ يَتَرَفَّعُ عَنِ الدَّنَاءَاتِ، وَلا يَحُطُّ إِلا عَلَى أَطْيَبِ الزُّهُورِ، وَأَزْكَى النَّكَهَاتِ، وَإِذَا كَانَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ جَعَلَ لِلْمَرْءِ عَيْنَيْنِ، يُبْصِرُ بِهِمَا فَإِنَّ غَيرَ المُتَغَافِلِ، يَدَّعِي لِنَفْسِهِ أَلْفَ عَينٍ، يَبْحَثُ بِهَا عَنْ كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، وَجَلِيلَةٍ وَحَقِيرَةٍ، فَتَرَاهُ فِي بَيْتِهِ يُقَلِّبُ وَيُدَقِّقُ، وَفِي خَصَائِصِ أَهْلِهِ وَأَوْلادِهِ يَفْحَصُ وَيُنَقِّبُ، وَيَسْتِخْرِجُ وَيَسْتَكْشِفُ، يَبْحَثُ عَن الزَّلاتِ، وَيَسْتَوْفِي الأَخْطَاءَ وَالْعَثَرَاتِ، فَيَبُثُّ فِي الْعَلَنِ مَا كَانَ مَضْمُورًا، وَيَكْشِفُ عَلَى الملأِ مَا كَانَ مَسْتُورًا؛ فَيُفْسِدُ مِنْ حَيْثُ أَرَادَ الإِصْلاحَ، قَالَ رَبُّنَا: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا)[فاطر: 8]، قال أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: "مَنْ شَدَّدَ نَفَّرَ، وَمَنْ تَرَاخَى تَأَلَّفَ، وَالشَّرَفُ والسُّرُورُ فِي التَّغَافُلِ".

 

عِبَادَ اللهِ: وَالتَّغَافُلُ لَيْسَ عَلَى إِطْلاقِهِ، فَلا يَتَغَافَلُ المَرْءُ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ وَالمَقَامَاتِ، وَإِنَّمَا يَكُونُ التَّغَافُلُ في المَوَاقِفِ الَّتِي لا يَنْبَنِي عَلَيْهَا مَفَاسِد، فَإِنْ تَرَتَّبَ عَلَى تَرْكِهَا مَفْسَدَةٌ وَجَبَ بَيَانُهَا، وَالْوُقُوفُ عِنْدَها، بِالْقَدْرِ الَّذِي يَدْفَعُ المَفْسَدَةَ.

 

أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: والتَّغَافُلُ دَلِيلُ الْفِطْنَةِ وَالْكَيَاسَةِ، والنَّبَاهَةِ والدَّمَاثَةِ، فَبَعْضُ النَّاسِ يَرْمُونَ المُتَغَافِلَ بِالسَّذَاجَةِ؛ لمَا يَرَوْنَ مِنْ تَغَاضِيهِ عَنِ الزَّلاتِ وَالسَّلْبِيَّاتِ، وَيَظُنُّونَهُ ضَعْفًا، وَلا يَدْرُونَ أَنَّهُ رَأْسُ الْحِكْمَةِ، وَقِمَّةُ الذَّكَاءِ، وَدَلِيلُ التَّوْفِيقِ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: "الْكَيِّسُ الْعَاقِلُ، هُوَ الْفَطِنُ المُتَغَافِلُ".

 

وَتَتَأَكَّدُ الْحَاجَةُ إِلَى التَّغَافُلِ فِي مَوَاطِنَ مِنْهَا:

أَوّلًا: التَّغَافُل بَينَ الأَرْحَامِ؛ حِفَاظًا عَلَى الْعَلاقَاتِ، وَوَصْلًا لِلْقَرَابَاتِ، وَوَأْدًا لِلْقَطِيعَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ الْكَبَائِرِ الموبِقَاتِ، فَإِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- لما كَالُو لَهُ التُّهَمَ ظُلْمًا وَزُورًا بِقَوْلِهِمْ: (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)[يوسف: 77]، فَكَانَ جَوَاب يُوسُف مَا حَكَاهُ اللهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ)[يوسف: 77]، فَلَمْ يُعَاتِبهم عَلَى مَا رَمَوْهُ بِهِ رَغْمَ كَذِبِهِمْ في ادِّعَائِهِمْ، وَلَكِنَّهُ آَثَرَ صِلَةَ الرَّحِمِ عَلَى الانْتِصَارِ لِلنَّفْسِ، وَقَابَلَ الإِسَاءَةَ بِالتَّغَافُلِ، فَجَمَعَ اللهُ بِهِ شَمْلَهُمْ، وَكَانَ لَهُ الْفَضْلُ عَلَيْهِمْ، وَالرِّيَادَةُ دُونَهُمْ، فَجَاؤُوا مُعْترِفِينَ بِقَدْرِهِ وَفَضْلِهِ بِقَوْلِهِمْ: (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ)[يوسف: 91]، قَالَ الإِمَام أَحْمَد: "الْعَافِيَةُ عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ كُلُّهَا فِي التَّغَافُلِ"(الآداب الشرعية لابن مفلح).

 

ثَانِيًا: التَّغَافُل بَينَ الزَّوْجَينِ، وَهُوَ ضَمَانُ الأُلْفَةِ، وَبَقَاء الموَدَّةِ والرَّحْمَةِ، فَإِنَّ أَهَمَّ مَا تَحْتَاجُهُ الزَّوْجَةُ مِنْ زَوْجِهَا التَّغَافُلُ، فَإِذَا رَأَى مِنْهَا خَطَأً، غَضَّ الطَّرَفَ عَنْهُ، إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي تَرْكِهِ مَفْسَدَةٌ، فَلا يَسْتَقْصِي وَلا يُحَقِّقُ، وَلا يَسْتَجْوِبُ وَلا يُدَقِّقُ، قَالَ -تَعَالَى- حِكَايَةً عَنْ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ)[التحريم: 3]، أي: عرَّفها بَعضَ ما كانَ بَيْنَهُمَا، وَأَعْرَضَ عَن البَعْضِ؛ تَكَرُّمًا وَصَفْحًا.

 

وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ أَنَّ امْرَأَةً ذَكَرَتْ زَوْجَهَا عَلَى سَبِيلِ المدْحِ والثَّنَاءِ فَقَالَتْ: "ولا يُولِجُ الكَفَّ ليعلَمَ البَثَّ"، أي: لا يُنَقِّبُ عَن الْخَبَايَا، وَلا يَتَفَحَّصُ النَّقَائِصَ وَالمعَايِب.

 

ثالثًا: التَّغَافُلُ في تَرْبِيَةِ الأَبْنَاءِ، فَالأَبُ الَّذِي لا يُحْسِنُ التَّغَافُلَ مُسِيءٌ في تَرْبِيَتِهِ؛ لأَنَّهُ يُفْسِدُ مَا بَيْنَهُ وَبَينَ أَبْنَائِهِ، بِكَثْرَةِ النَّقْدِ والتَّوْبِيخِ والتَّعْلِيقَاتِ، وَالأَبُ بَيْنَهُ وَبَينَ ابْنِهِ حِجَابُ الْهَيْبَةِ، وَكُلَّمَا كَانَ الأَبُ مُتَغَافِلًا عنِ الأَخْطَاءِ، مُتَجَاوِزًا عَنِ الزَّلاتِ؛ كُلَّمَا عَظُمَتْ هَيْبَتُهُ، واشْتَدَّ بَأْسُهُ، وَقَوِيَ أَثَرُهُ، وَبِضِدِّهَا تَتَمَايَزُ الأَشْيَاءُ، فَإِنَّ التَّدْقِيقَ والتَّوْبِيخَ يَهْتِكُ سِتَارَ الْهَيْبَةِ، وَيُورِثُ الأَبْنَاءَ جُرْأَةً عَلَى الْخِلافِ، وَشِدَّةَ فِي النِّقَاشِ وَعَدَاوَةً فِي الْجِدَالِ، وَجسَارَةً عَلَى إِتْيَانِ الْخَطَأِ عَلَنًا بَعْدَ أَنْ كَانَ يُخْفِيهِ حَيَاءً.

 

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الأعراف: 199]. 

 

بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ.

 

أمَّا بَعْدُ فاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاعْلَمُوا أنَّه تَشْتَدُّ الْحَاجَةُ إِلَى التَّغَافُلِ عِنْدَ الآَبَاءِ وَالمُرَبِّينَ، إِذَا كَانَ الابْنُ يَتَعَمَّدُ إِخْفَاءَ أَمْرٍ مَا، يَسْتَحِي إِظْهَارَهُ، أَو يَخْشَى شُيُوعَهُ؛ لِنَكَارَتِهِ أَوْ غَيرِ ذَلِكَ، فَهُنَا يَكُونُ التَّغَافُلُ مِنَ المرَبِّي وَاجبًا؛ لِيَحْفَظَ عَلَى الابْنِ حَيَاءَهُ، وَلا يَنْزِعُ عَنْهُ ثَوْبَ الْكَرَامَةِ بَينَ إِخْوَانِهِ، بِفَضْحِ سِرِّهِ، وَكَشْفِ أَمْرِهِ؛ فَيُقَوِّمُ وَيُصَحِّحُ بِحِكْمَةٍ وَتَغَافُلٍ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ في تَوْجِيهِهِ لأَصْحَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ"، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى وُجُوبِ السِّترِ والتَّغَافُلِ، وَالْحِرْصِ عَلَى النَّصِيحَةِ لا الْفَضِيحَةِ، وَإِيثَارِ مَصْلَحَةِ الأَبْنَاءِ عَلَى إِشَاعَةِ الأَخْطَاءِ.

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى خُلُقِ التَّغَافُلِ في مُجْتَمَعِنَا الْيَوْم، فَكَمْ مِنْ أَرْحَامٍ قُطِّعَتْ، بِكَلِمَةٍ لَمْ تُمَرِّرْهَا الأُذُنُ، أَوْ مَشْهَدٍ لَمْ نَغُضَّ الطَّرْفَ عَنْهُ، أَوْ زَلَّةٍ اسْتَفَاضَ الحْدَيِثُ عَنْهَا، وَكَمْ مِنْ بُيُوتٍ هُدِّمَتْ، وَأُسَرٍ شُرِّدَتْ، بِسَبَبِ زَوْجٍ نَقَّادٍ بَحَّاثٍ، وَزَوْجَةٍ تَحْتَفِظُ بِالزَّلاتِ، وَتَجْمَعُ الْهَفَوَاتٍ، وَتُعِيدُ الْحِسَابَات.

 

اللَّهُمَّ اهْدِنَا لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلا أَنْتَ، واصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إلا أَنْتَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ، اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادمَ الْحَرَمَيْنِ الشريفينِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ، اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ، وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا، وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

 

 

المرفقات

خلق التغافل، وحاجة الناس إليه.doc

خلق التغافل، وحاجة الناس إليه.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات