عناصر الخطبة
1/ العلم قبل القول والعمل. 2/ وجوب سؤال أهل العلم. 3/ أوصاف العالم الذي يجِبُ سؤاله.اقتباس
ثمَّ رجعَ إلى جبريلَ فسألهُ، فقالَ جبريلُ كذلك: “لا أدري”، ثمَّ سألَ جبريلُ ربَّهُ الذي هو بكلِّ شيءٍ عليمٌ. إنَّ هذا الأصلَ جاءَ مسطورًا في كتابِ اللهِ إذ يقولُ: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ...
الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ الكريمِ الأكرمِ، الذي علَّمَ بالقلمِ، علَّمَ الإنسانَ ما لم يعلَمْ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهَدُ أنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعدُ: فاتّقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
عبادَ الله: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فسألهُ قائلًا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: “لَا أَدْرِي”، فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: “يَا جِبْرِيلُ! أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟” قَالَ: “لَا أَدْرِي، حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ-”. فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: “يَا مُحَمَّدُ! إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ-: أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: أَسْوَاقُهَا”(رواه أحمد).
إنَّ هذا الحديثَ يُؤسِّسُ لأصلٍ عظيمٍ، ألا وهو أنَّه لا يجوزُ التَّكلُّمُ في أمرٍ بلا علمٍ، وأنَّ على من لا يعلمُ أن يَرجعَ إلى مَن كانَ مِن أهلِ العِلمِ في هذا الشأنِ؛ فإنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لما سُئِلَ قال: “لا أدري”، ثمَّ رجعَ إلى جبريلَ فسألهُ، فقالَ جبريلُ كذلك: “لا أدري”، ثمَّ سألَ جبريلُ ربَّهُ الذي هو بكلِّ شيءٍ عليمٌ.
إنَّ هذا الأصلَ جاءَ مسطورًا في كتابِ اللهِ إذ يقولُ: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) [النحل: 43-44].
عبادَ اللهِ: إنَّ الغايةَ مِن خلقِ الجنِّ والإنسِ هي إقامةُ العبوديّةِ للهِ وحدَهُ، ولا يمكنُ للمسلمِ القيامُ بهذا إلّا بعدَ معرفةِ اللهِ، ومعرفةِ كيفَ يعبدُهُ، ثمَّ القيامِ بالعبوديّةِ على نورٍ وهُدى؛ فمن فعلَ ذلك كان على الصِّراطِ المستقيمِ الذي يسألُهُ المسلمُ ربَّهُ في صلاتِهِ كلَّ يومٍ قائلًا: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
البَدءُ بالعِلمِ قبلَ القَولِ والعَمَلِ هو منهاجُ الإسلامِ وسبيلُ الفلاحِ، قال -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)، قالَ أهلُ العِلمِ: “بدأَ بالعلمِ قبلَ القولِ والعملِ”.
ويقولُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ”(رواه ابن ماجه).
وصدَقَ الإمامُ أحمدُ بنُ حَنْبلٍ إذ يقول: “الناسُ محتاجونَ إلى العِلمِ أكثرَ مِن حاجَتِهم إلى الطَّعامِ والشَّراب؛ لأنَّ الطعامَ والشَّرابَ يُحتاجُ إليهِ في اليَومِ مرةً أو مرَّتَين، والعلمُ يُحتاجُ إليه بعدد الأنفاس”.
والمُسلِمُ أحَدُ رَجُلَينِ: إمَّا أن يكونَ عالمًا بالشَّريعةِ، وذلك بعدَ أن يجتهدَ في طلبِ العِلمِ، فيتعلَّمَ القُرآنَ والسُّنَّةَ ومعانيَهما وأحكامَ الشَّريعةِ بأُصولِ التعلُّمِ؛ ليقومَ بواجبِ الكِفايةِ الذي دعانا اللهُ إليهِ بقولِهِ: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة: 122]، فيظلُّ في هذا السبيل حتى يصلَ إلى درجة العلماءِ الذين رفعَ اللهُ درجاتِهم فوقَ المؤمنينَ فقالَ: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].
وإمّا أن يّكونَ متعلِّمًا يريدُ النّجاةَ وإن لم يكن عالمًا، وذلكَ بسؤالِ العلماءِ أهلِ الذِّكرِ.
وكلُّ مَن سوى هذينِ الصِّنفينِ قد ضلَّ عن الصِّراطِ المستقيمِ؛ لأنه من الجاهلينَ، يقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-: “النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ النَّجَاةِ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَؤوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ”(رواه أبو نعيم).
والنّاظِرُ في حياةِ الناسِ يعلَمُ أنَّ أكثرَ المسلمينَ لا يسعُهُ أن يكونَ من أهلِ الذِّكرِ العلماءِ المتخصِّصينَ في علمِ الشَّريعةِ؛ لأنَّ هذا يُؤدِّي إلى تعطيلِ الحياةِ ومصالح الدنيا؛ لكنَّهُ يجبُ على الأمّةِ وجوبًا كفائيًّا أن تُوجِدَ القَدرَ الكافيَ ممَّن يقومُ على تعليمِ المسلمينَ أمرَ دينِهِم.
لكنَّ المسلمَ غيرَ المتخصِّصِ يجبُ عليهِ وجوبًا أن يتعلَّمَ ويسألَ أهلَ العلمِ فيما أوجبَ اللهُ عليهِ اعتقادَهُ أو قولَهُ أو فعلَهُ، وهذا ليس شيئًا اختياريًّا أو من بابِ فُضولِ المعرفةِ والتَّرفِ الثَّقافيِّ، بل هو واجبٌ على المسلمِ، يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-: “إِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَزَالَ بِخَيْرٍ مَا اتَّقَى اللَّهَ، وَإِذَا شَكَّ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ سَأَلَ رَجُلًا، فَشَفَاهُ مِنْهُ”(رواه البخاري).
لكِن مَن العالِمُ الذي يجوزُ للمُسلمِ أن يسألَهُ ويأخُذَ عنه دينَه؟
يُشترَطُ في أهلِ الذِّكرِ الذينَ يُسألونَ وصفانِ؛ فأمَّا الوصفُ الأوَّلُ فهُوَ العِلمُ المتينُ الذي أخذَهُ صاحبُهُ عنِ العلماءِ الرَّبّانيّين، وقادَه إلى الفهم الصَّحيح.
إنَّ اللهَ -تعالى- أمرَنا أن نسألَ عنهُ العالِمَ الخبيرَ بهِ فقالَ: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) [الفرقان: 59].
وإنَّ مِن علاماتِ السَّاعةِ تَرؤُّسَ الجُهَّالِ، الذينَ يُفتونَ الناسَ بغيرِ عِلمٍ، يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا”(رواه البخاري ومسلم).
إنَّ هذا الجاهلَ الذي لم يدرُسْ علمَ الشريعةِ ولم يتحقَّقْ بهِ آثِمٌ في فتواهُ، واقعٌ في كبيرةٍ من كبائرِ الذنوبِ، قال -سبحانه-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33].
القَولُ على اللهِ بلا علمٍ افتراءٌ على اللهِ الكَذِبَ، وصاحِبُهُ توعَّدَهُ اللهُ أن يَستأصِلَهُ ويُهلِكَهُ، قال -تعالى-: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) [النحل: 116].
وإنَّ هذا الجاهلَ الذي يُفتي الناسَ بلا علمٍ قاطِعٌ لطريقِ الناسِ عن اللهِ، مُفسِدٌ في الأرضِ.
ألم تَرَ إلى الذي حَلَّ بذاكَ التَّائبِ الذي قَتَلَ تِسعةً وتسعينَ نفسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا؛ فهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ؛ فهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ (رواه البخاري ومسلم).
فهذا الراهبُ الذي أفتاهُ بجهلٍ ألَّا توبةَ لهُ آثِمٌ، أمَّا العالِمُ فهو يَعلَمُ أنَّ بابَ التوبةِ لا يُغلَقُ ما لم تَبلُغِ الرُّوحُ الحُلقومَ، ففتحَ لهُ أبوابَ رحمةِ اللهِ.
بلِ انظُرْ كيفَ دعا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على أولئكَ الذينَ أفتَوا بغيرِ علمٍ حتّى تسبَّبوا في موتِ مُسلِمٍ: يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ -رضيَ اللهُ عنهُما-: “خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: “قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ! أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؟! فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ -أَوْ: يَعْصِبَ- عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ”(رواه أبو داود).
باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ الله، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن والاهُ، وبعدُ:
قد ذَكرنا أنَّ لأهلِ الذِّكرِ الذينَ أمرَ اللهُ بسُؤالِهِم وَصفَينِ؛ فأوَّلُهُما العِلمُ المتينُ، وأمَّا الوصفُ الثَّاني فَهُو الدِّيانةُ والعَدالةُ، أي أن يَشتهِرَ هذا العالِمُ بينَ الناسِ بالتَّقوى والصِّيانةِ، عالِمٌ رَبّانيٌّ يَعمَلُ بعِلمِهِ، لا يُعرَفُ عنهُ فِسقٌ ولا بِدعةٌ، لا تَراهُ بائعًا دينَهُ بالفَتاوى الشّاذَّةِ إرضاءً للعَلمانيِّينَ وأصحابِ الأهواءِ، لا يُحرِّفُ الدِّينَ، ولا يَركَنُ إلى أعداءِ اللهِ المُجرِمينَ.
إذا كانَ اللهُ -تعالى- شَرَط العدالةَ في الشُّهود فقال: (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) [الطلاق: 2]؛ فدِينُ اللهِ أحقُّ أن يُسألَ عنه العدول، يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “يحملُ هذا العلمَ من كلِّ خَلَفٍ عُدولُه؛ ينفونَ عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ المُبْطِلين، وتأويلَ الجاهلين”(رواه الطحاوي).
إنَّ العالِمَ المفتونَ الذي باعَ دينَهُ فِتنةٌ لكلِّ ذي قَلبٍ مريضٍ، يقولُ سُفيانُ الثَّوريُّ رحمهُ اللهُ: “كان يُقالُ: تَعوَّذوا باللهِ مِن فِتنةِ العابِدِ الجاهِلِ، والعالِمِ الفاجِرِ؛ فإنَّ فِتنَتَهُما فِتنةٌ لِكُلِّ مَفتونٍ”.
أيُّها الناسُ: عليكم بالأكابِرِ مِن أهلِ العِلمِ في النَّوازِلِ والقضايا الكُبرى؛ فإنَّ ابنَ مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: “لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَخَذُوا الْعِلْمَ عَنْ أَكَابِرِهِمْ وَعَنْ عُلَمَائِهِمْ وَأُمَنَائِهِمْ، فَإِذَا أَخَذُوهُ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ وَشِرَارِهِمْ هَلَكُوا”(رواه البيهقي).
اللهمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ، وأهلِكِ الكفَرةَ المجرمين، اللهمَّ وأنزلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.
اللّهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتَّقاكَ واتَّبعَ رِضاك.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم