شِدَّةُ البَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّم

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1447/06/27 - 2025/12/18 20:59PM
الحَمْدُ لِلهِ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَة أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ الظَّاهِرَة وَالبَاطِنَةِ وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ واعْلَمُوا أَنَّ شِدَّةِ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ) مِمَّا أُثِرَ عَنْ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَتَبَ إلى عُمَّالِهِ وَوُلَاتِهِ يُوصِيهِمْ إِذَا حَضَرَ الشِّتَاءُ إِنَّ الشِّتَاءَ قَدْ حَضَرَ وَهُوَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَتَأَهَّبُوا لَهُ أَهِبَّتَهُ مِنَ الصُّوفِ وَالْخِفَافِ وَالْجَوَارِبِ وَاِتَّخِذُوا الصُّوفَ شِعَارًا فَإِنَّ الْبَرْدَ عَدُوٌّ سَرِيعٌ دُخُولُهُ بَعيدٌ خُرُوجُهُ وإنَّ مِنْ مِنَّةِ اللهِ عَلَيكُمْ أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَصْوَافِ الأَنْعَامِ وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا مَا فِيهِ دِفءٌ وَوِقايَةٌ مِنْ البَرْدِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ))
عِبَادَ اللهِ وَفِي الشِّتَاءِ يَعْظِمُ أَجْرُ الُمُصْلَيْنَ الْحَرْيصَيْنَ عَلَى إِسْبَاغِ الْوَضُوءِ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ) أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ ﷺ إِسْبَاغُ الْوَضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَاِنْتِظَارُ الصَّلَاَةِ بَعْدَ الصَّلَاَةِ فَذَلِكُمِ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمِ الرِّبَاطُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَإِسْبَاغُ الْوَضُوءِ تَمَامُهُ وَيُكَوْنُ بِتَعْمِيمِ الْمَاءِ عَلَى جَمِيعِ الأَعْضَاءِ وَفِي الشِّتَاءِ يَظْهَرُ يُسْرُ الإِسْلَامِ وَسَمَاحَتُه كَمَا قَالَ تَعَالَى : (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) فَيَأْخُذُ الْمُسْلِمُ بِرُخْصَةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ بَدَلًا مِنْ غُسْلِ الرِّجْلَيْنِ إِذَا كَانتَا مَسْتُورَتَيْنِ بِخُفٍ أَوْ جَوْرَبٍ وَنَحْوِهِمَا وَذَلِكَ بِشَرْطِ أَنْ يَكْوِنَا قَدْ لُبِسَا عَلَى طَهَارَةٍ لِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَلِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بِلَيَالِيِهَا وَيُبَاحُ التَّيَمُّمِ إِذَا فُقِدَ وَعُدِمَ المَاءُ أوْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ شِدَّةَ الْبَرْدِ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَتَيْسيرًا وَرَحْمَةٍ مَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الحَمْدُ للهِ الكَريمِ المَنَّانِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ وأشهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّ نبيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاذْكُرُوا نِعَمَةَ اللهِ عَلَيكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ عَلَيكُمْ مِنْ نُزُولِ المَطَرِ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَنَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى وَنَشْكُرُهُ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمْ اللهُ وَاعْلَمُوا أنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأسْبَابِ الجَالِبَةِ لِلغَيْثِ وَالبَرَكةِ فِيهِ تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَالِاسْتَقَامَةَ عَلَى طَاعَتِهِ واسْتِغْفَارَهُ وصِدْقَ الرَّجُوعِ إِلَيهِ فرَبُّكُمْ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إنَّ ربِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ نَسْتَغْفِرُ اللهَ. نَسْتَغْفِرُ اللهَ. نَسْتَغْفِرُ اللهَ. نَسْتَغْفِرُ اللهَ وَنَتُوبُ إِلَيهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَينَا مِدْرَارًا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار عِبَادَ اللَّهِ (( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ والبَغْيِّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى  نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ واللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
المرفقات

1766080694_خطبة الجمعة 28 من جمادى الآخرة 1447هـ شدّة البرد ـ.pdf

1766080731_خطبة الجمعة 28 من جمادى الآخرة 1447هـ شدّة البرد ـ.docx

المشاهدات 1446 | التعليقات 0